السبت 19 ابريل 2025 09:36 م بتوقيت القدس
كشفت مصادر إسرائيلية عن استعداد تل أبيب الكامل لتنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في وقت قريب، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي بات يمتلك القدرة على تنفيذ العملية بشكل مستقل، دون الحاجة لموافقة أو دعم مباشر من الولايات المتحدة، رغم التحديات السياسية واللوجستية المصاحبة لمثل هذا التحرك.
ووفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى أن الوقت المتاح لعرقلة التقدم الإيراني في برنامجه النووي يتضاءل بسرعة، ما يستدعي حسمًا عسكريًا قريبًا قبل أن تتمكن طهران من تجاوز "الخطوط الحمراء" التي وضعتها إسرائيل مسبقًا. وتُقدّر المؤسسة الأمنية أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى إلى القدرة على إنتاج سلاح نووي فعلي.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي استكمل إعداد خطة شاملة للهجوم، تتضمن ضربات جوية دقيقة ضد مواقع حيوية في عمق إيران، مدعومة بقدرات استخباراتية عالية المستوى وعمليات سيبرانية لتعطيل أنظمة الدفاع والتواصل الإيراني. كما تشمل الخطة جوانب تنسيق محتملة مع القيادة المركزية الأميركية، في حال تغير الموقف الأميركي تجاه التصعيد.
رغم هذا الاستعداد العسكري، فإن التقرير يشير إلى أن قرار التنفيذ كان قد تعثر سابقًا بسبب رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منح الضوء الأخضر للعملية، مفضلًا آنذاك منح فرصة للمفاوضات مع طهران بوساطة سلطنة عُمان، والتي جرت في العاصمة مسقط ضمن مسار غير معلن.
وفي محاولة لتغيير هذا الموقف، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس ترامب خلال زيارة سابقة إلى واشنطن، حيث ضغط باتجاه تبنّي موقف أكثر صرامة تجاه إيران، غير أن اللقاء لم يسفر عن التزامات واضحة، مما زاد من حالة التوتر وخيبة الأمل في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية حيال الغموض الأميركي المستمر في الملف الإيراني.
وفي السياق ذاته، لا تستبعد دوائر إسرائيلية أن يؤدي أي هجوم واسع على المنشآت النووية الإيرانية إلى زعزعة النظام السياسي في طهران، مستغلةً ما تعتبره مؤشرات ضعف داخلي غير مسبوقة تمر بها الجمهورية الإسلامية، نتيجة الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية المتكررة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن أي تأخير إضافي قد يُمكّن إيران من تجاوز العتبة النووية، مما يُجبر تل أبيب على اتخاذ قرارات حاسمة في وقت قريب، سواء بتنسيق دولي أو بتحرك منفرد، وفق ما تسمح به المعطيات الميدانية والسياسية.
